عماد علي: فشلت ذنبا لأوربا تريد راسا لآسيا.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

ارادت تركيا باي ثمن كان ان تدخل الاتحاد الاوربي دون ان تطبق شروط العالم الاوربي سياسة و فكرا و قانونا، و ارادته منجزا لها بعيدا عن الديموقراطية و حقوق الانسان و الحرية التي تريدها اوربا كي تكون في مصافي تلك الدول ولو بدرجة معينة. فشلت تركيا رغم مطاولتها و محاولتها في امرار ما هي عليه لتدخل من النافذة، الا انها لم تتمكن من استخدام الحيل على عالم المؤسسات و الديموقراطية الحقيقية، و لم تتمكن حتى بالطرق الملتوية في ادعائاتها في تنفيذ الشروط من العبور حتى الى وسط النهر و ليس الضفة الاخرى. فتيقنت اخيرا بانها لا تتمكن من النجاح في تنفيذ الشروط على ارض الواقع؛ بعدما دخلت الطموحات الشخصية و النرجسية لقائد عصرها و السلوك الدكتاتوري الذي يسلكه و هو سائر على الطريق السلطان ايضا، و من خلال ما اراد اردوغان ان يفرضه بناءا على عقليته و اهدافه الشخصية و خلفيته و عقائده و ايديولوجيته و ما اهتم بخلط الاوراق بين اوربا و العالم المغاير لما يحمله و تاريخه العثماني محاولا بقوة كي يضرب العصفورين بحجر واحد فقط، اي اعادة هيبة و ثقل تركيا العثمانية في الشرق الاوسط وسط من خلال محاولته في اعادة احياء العثمانية فكرا و فعلا، و ما ارادت ان تستفيد منه كعضو في الاتحاد الاوربي لخدمة هذا المسار ايضا، الا انها لم تلعب جيدا او لا يمكن ان تلعب على ذقون العلم و المعرفة و التقدم بخزعبلات، و تراجعت كثيرا بعد الفشل و بعد خذلان، و تريد اليوم متبجحا ان تكون راسا للعرب و منطقة الشرق الاوسط، لا بل للاسيا الوسطى، دون ان تعلم بانها لن تتمكن من هذا ايضا، نتيجةلظروف الموضوعية و الذاتية التي تمنعها من ذلك، و بذلك يضيع عليها الطريق و تخسر الزبد و اللبن معا ايضا.
و بعد ان كانت تركيا لمدة طويلة عميلا فعليا و ليس صديقا او عضوا بمعناهما الحقيقي للناتو و لاتزال لدرجة معينة تسير على النغمة ذاتها و انها كانت كالكلب في بابه الناتو الشرقي كي ينبح و يمنع من يمر من القطب الاخر في المنطقة من قربها، لقد شاخت و لم تقدر على النبح او لم يعد الوقت يفرض احتياجها لمثل هذه المهمة في هذه المرحلة، فاليوم علمت بانها لم تعد بتلك الدولة المدللة التي يمكن ان تؤدي تلك الادوار التي انيطت بها، نتيجة التغييرات الجذرية التي حدثت في مرحلة مابعد انفكاك الاتحاد السوفيتي بداية و في هذه المرحلة بالذات التي دخلت عملية التنسيق الامريكي الروسي السياسية قيد التنفيذ في تسيير امور المنطقة بعيدا عن احتياجات الحرب الباردة، و عليه و ان كان موقعها ذات اهمية الا انها لم تعد بتلك الاهمية القوصى التي كانت عليها ابان الصراعات الكبيرة.
يبدو ان تركيا لم تتعض و لم تتلقن الدروس و خاصة ما يفرضه العالم المتحضر جيدا، و انها لم تدرك بانها لم تملك من الارضية و العوامل المطلوبة من جهة لقبولها في الاتحاد الاوربي، و لم ترد هي بذاتها ان تكون دولة ديموقراطية حاملة للمواصفات للدول المتقدمة من جهة اخرى، كي يمكنها من تكون عند المستوى المطلوب لتكون عضوا و صديقا مع البلاد المتقدمة كيانا و جوهرا و ليس شكلا و مظهرا، و ما كان تهدفه في سعيها لدخول الاتحاد الاوربي ليس الا مصلحة اقتصادية فقط بعيدا عن دنيا الحرية و الديموقراطية و الشروط الواجبة لتحقيق العقيدة الانسانية بعيدا عن الايديولوجيات و الافكار و التوجهات التي نفدت تاريخ صلاحياتها بشكل كامل، و بالاخص الواقع المراد لما يمكن ان تكون الدولة في مرحلة متقدمة من اجل ان تصل الى الهدف.
بعد الخروقات الكبيرة في القوانين العامة التي تخص تنفيذ الخطوات المناسبة قانونيا و سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا، لتكون على الطريق السائر نحو الانضمام للاتحاد الاوربي، كم نبهت و حذرت و لم تلتفت الى ما قيل لها، الى ان واجهوها بالعلن و الصراحة بانها ليست فقط لم تنفذ شروط العالم الديموقراطي التقدمي الانساني بل تراجعت عما كانت عليه، فليس لها الحق في التقدم خطوة واحدة نحوهم.
فان تركيا و بعدما علمت بانها لم تقدر ان تخرج من ظل تاريخها و علمت بان اوربا تعلم ذلك و تعرف نياتها، فازدادت تعنتا و غيرت من مسارها و وجهتها، و يبدو انهم ايضا تيقنوا بانهملم يستفيدوا منهاحتى ان تكون ذنبا لهم، فهي الان تريد ان تظهر نفسها بانها من لا تريد ان تكون في تلك المستوى بل تدعي شموخها و علو شانها و هي تكابر، و بعد تخبط اوقعت نفسها في حفرة كبيرة لا تتمكن من الخروج منها الا بعد ان تعود الى رشدها و تتعلم الدرس و تفهم المرحلة التي لا يمكن ان تسهل لها ما تريد تحقيقه من الطموحات الكبيرة المستندة على التاريخ الذي قضى و الطموحات الشخصية لزعيمها المؤمن بالعثمانية عقلية، و لا يعلم بان الزمن تغير و لا يمكن ان يعود العالم الى الوراء. و المحير في امرها انها تدعي بانها ستكون راسا للمنطقة و تتصرف من تلك العقلية، و على الرغم من عدم امتلاكها لما تتمكن من ذلك، اللهم الا ان رضخت الدول العربية التي ليس لها ما تفقده من خلال التبعية لهذا و ذاك. ومن البديهي ان السير الطبيعي يكون بخطوات و لا يمكن لاحد لا يمتلك السمات و الامكانيات و القدرات و الوسائل المطلوبة لاية عملية كانت ان تنجح في خطواتها الخيالية، و الا من فشل في ان يكون ذنبا لطرف ما لا يمكن ان يكون راسا للاخر.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت