نوزاد المهندس: الصراع الصفوى – العثمانى فى المنطقة من جديد.

کلیک بکەرە سەر وێنەی نوسەر دەگەیت بە ئەرشیڤەکەی

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

من المعلوم ان الصراع التاريخى مابين الدولة الصفوية الفارسية و الشيعية المذهب ( 1501-1736)م و الدولة العثمانية التركية و السنية المذهب ( 1299-1923 )م، له عمق تاريخى و جذور عميقة يعود الى اكثر من 500 عام(( 1500- 1555))م، وهذا الصراع الدموى و المقيت مابين الدولتين ليس على اراضيهم و على حساب دم و دموع شعوبهم بل كل الحروب و الاقتتال و الخراب و الدمار يقع على عاتق الشعوب و الاراضى الدول المنطقة و خاصة شعوب الدولة العراقية او منطقة (مابين النهرين ) الممتدة من شرق اناضول التركية و ارمينيا و كردستان الشمالية و الجنوبية و الشرقية و الغربية و سوريا، هذه المنطقة اصبحت ساحة مفتوحة بشكل مستمر امام الحروب و هجمات و نزاعات المسلحة مابين الدولتين، وهذا الصراع ليس له الوجه الحق لان كلتا الدولتين تحاولون ان تحافظوا على مصالحهم السياسية و الاقتصادية و العسكرية على حساب مصالح الشعوب و اراضى الدول المنطقة المحصورة ما بينهما.
ان الدولة الصفوية الايرانية ترى انها على الحق فى الحفاظ على حدودهاو اراضيها التاريخية الممتدة الى يونان القديم و بحر الابيض المتوسط كدولة قوية فى حقب التاريخية القديمة، و ايضا الدولة العثمانية التركية ترى من حقها ان تحتل الدول المنطقة و ترى نفسها اقوى من الدولة الايرانية و هى الوريث الوحيد للامبراطوريات الطورانية و المغولية، كامبراطوريات هولاكو وجنكيزخان و تيمور لنك و هى الوريث الوحيد للخلافة الاسلامية.وهكذا نرى ان تلك الصراع هو من الاساس صراعا قوميا و بعد ذالك تحول الى صراع دينى و مذهبى ضيق، والكل تحاول ان تسيطر على اوسع بقعة من الاراضى و تتوسع حدودها و تنهب خيرات المنطقة و شعوبها. وليس صراعا انسانيا من اجل الازدهار و التطور و تقدم المجتمعات البشرية فى المنطقة.
ولكن هذا الصراع اختفت او ضعفت تحت ضغط الاستعماريين الغربيين الجدد بعد خضوع الدولة و الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى و انهزامها و قبولها لشروط المذلة لدول التحالف الغربى بقيادة بريطانيا و فرنسا و غيرهم انذاك و اصبحت دولة مريضة و ضعيفة و متفككة وليس بمقدورها حتى تدافع عن حدودهاو سيادتها و تفكك الامبراطورية الشريرة الى دول و دويلات صغيرة كثيرة من المشرق العربى حتى مغربها و دول الاوربية الشرقية و اصبحوا دولا مستقلا بعيدا عن سيطرة الدولة العثمانية المتخلفة، وايضا الدولة الصفوية و بعدها الساسانية و القاجارية و البهلوية كلهم دول صغيرة و ضعيفة من حيث القوات العسكرية و المحتلة من قبل الدول العظمى انذاك القيصرية الروسية و البريطانية الغربية.
ولكن كلتا الدولتين حاولا بكل جهدهما بعد الحرب العالمية الثانية فى تثبيت حدودهما و سيادتهما على اراضيهم المتبقية منها و شعوبها من قبل انظمة سياسية عسكرية و ملكية او جمهورية قومية و متعصبة و ديكتاتورية التى ليس لها ادنى احتراما لحقوق المكونات المختلفة لشعوبها و ليس لها ايمانا او معتقدا راسخ بنظام الديمقراطى و الحريات و هما انظمة ديكاتورية و ظالمة و غير منصفة لحقوق شعوبهاو الاقليات القومية و الدينية و المذهبية التى تعيشون غصبا عنهم تحت سيطرتهم و سلطانهم نتيجة التقسيم الظالم لدول المنطقة من قبل الدول العظمى واتفاقية سايكس _ بيكو المشؤومة فى عام 1916.كاقليات القومية مثل الكرد و العرب و الجركس و الارمن و الاشوريين و العلويين و البلوشيين و ازريين و التركمان و غيرهم و من الديانات المختلفة امن المسلمين و المسيحيين و اليهود و الصابئة و غيرهم.
الدولة الايرانية الحالية و الاسلامية من الظاهر،هى تعتبر نفسها دولة قوية من حيث العدد السكانى( 450ر77 مليون نسمة 2013) و الثروات المعدنية و مصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و من حيث موقعها الجغرافى المتميز و المهم فى منطقة الشرق الاوسط و لها قوات عسكرية نظامية و غير نظامية كبيرة و تكنلوجيا عسكرية المتطورة و لها مساحة واسعة من الاراضى(( 1648 كم مربع)) و لها كل المقومات الدولة الحديثة و القوية و الصناعية فى المنطقة.ايران لديها نفوذ قوى و واسع فى كثير من بلدان المجاورة و المنطقة ككل من الناحية السياسية والاقتصادية و العسكرية و الدينية و المذهبية وهى ايضا تحاول بكل جهدها ان تكون قطب من اقطاب الدول (( الخمسة ))فى المنطقة الا وهم (( تركيا و ايران و مصر و سعودية و اسرائيل)).
وبالمقابل ان الدولة التركية لها خصوصياتها من حيث العدد السكانى الكبير(( 903ر74 مليون نسمة 2013 )) و مساحة كبيرةو واسعة من الاراضى(( 783562 كم مربع)) و قوات عسكرية نظامية قوية و تكنولوجيا عسكرية متقدمة و هى عضوة فى حلف العسكرى الغربى ((ناتو)) و هى عضوة غير عاملة فى الاتحاد الاوروبى و لها موقعها الجغرافى المهم و المتميز مابين ثلاث قارات اسيا و اوروبا و افريقيا و لها مقومات كثيرة كدولة حديثة و قوية و المتقدمة صناعيا و لكن ليس لديها ثروات طبيعية كثيرة و مصادر غنية من المعادن و النفط و الغاز الطبيعى و هى النقطة الضعيفة لها من الناحية الاقتصادية و لها نفوذ سياسى و اقتصادى و عسكرى كبير فى المنطقة و هى تحاول بكل جهدها ان تكون قطب رئيسى من اقطاب الدول المنطقة مثل ايران و السعودية و مصر و اسرائيل.
وهكذا نرى ان الدولتين فى صراع سياسى و اقتصادى و عسكرى تارة علنية و تارة اخرى سرية و مخفية ولكن كلتاهما فى صراع دائم و حثيث و مستمر فى كل المراحل التاريخية لبسط نفوذهم على الدول المنطقة.
والان هما مشغولتان بشكل ساخن و جدى فى قضايا المهمة فى المنطة وكلتاهما تشاركان و تتدخلان فى المشاكل المنطقة وخاصة فى العراق و سوريا والان الدولة العراقية و السورية و اراضيهم و شعوبهم اصبحا ساحة مفتوحة امام الصراع الايرانى_ التركى من جديد،وكلتاهما تتصراعان على بسط نفوذهما القديم الجديد على العراق و سوريا مثلما صارعوا فى قديم الزمان(( التاريخ يتكرر نفسه ))،وهم يحسبون ان العراق و سوريا جزءا لا يتجزئان من اراضيهم و هما من ميراث التاريخى لدولتيهما الصفوية و العثمانية.
الايران تدخل بشكل سافر و علنى من الناحية العسكرية فى شؤون كل من العراق و سوريا و لبنان و فلسطين و اليمن و سلطنة عمان و بحرين و غيرهم من الدول المنطقة حتى افغانستان و باكستان و تحاول ان تكون دولة قوية فى المنطقة و تتصارع مع الدولة التركية ، وايضا تركيا حاولت بكل مالديها من القوة لتدخل شؤون العراق و سوريا و دول المستقلة من الاتحاد السوفيتى سابقا و بلغاريا و اليونان و القبرص و وكوسوفو وتدخل فى شؤون مصر و اليمن و افغانستان و غيرهم من الدول ،باسم الاسلام و الوريث للخلافة الاسلامية و تريد ان تبعث من جديد ايام الامبراطورية العثمانية و سلاطينهم المقبورة. وهى تحاول عن طريق تغير الدستور التركى العلمانى من البرلمانى الى الرئاسى فى ابعاث العصر الامبراطورى العثماني الديكتاتورى .
ولكن فى هذة المرحلة و فى المستقبل لا ايران و لا تركيا تستطيعان ان تكونا دولا قويا مثلما فى السابق لان العالم اليوم تغيرت بشكل كبير و شعوب المنطقة و حكامها تغيروا ايضا من حيث الوعى القومى و الدينى و المذهبى و هم لا يقبلون باحتلال دولهم و مسحهم من الوجود، وهم ايضا لهم القوة و النفوذ و السلطة المادية و المعنوية فى المنطقة وهم ايضا يحاولون ان تكونوا لهم الموقع و موطئة قدم ثابتة و مهمة و قوية مابين تلك الدول و هم ايضا لهم مصالحهم السياسية و الاقتصادية و العسكرية و هم يستعينون بدول العظمى لكى يحميهم من نفوذ وقوى الاقليمية وخاصة تركيا و ايران اللتين عندهما اطماع تاريخية فى المنطقة و هما يريدان ان يبعثا من جديد ايامهم الذهبية و عصرهم الامبراطورى القديم.
اخيرا فان دول و شعوب المنطقة الشرق الاوسطية لم و لن ترى السلام و الامان و الطمانينة مادام تركيا و ايران تبقيان دولا قوية و كبيرة من الناحية السكانية و العسكرية و الاقتصادية ،وهكذا نرى ان السبب الرئيسى فى اتقاد المشكال المنطقة هما تركيا و ايران و سياساتهما الاانسانية وهما مبعث احقاد و بغض و الاقتتال الداخلى و اتقاد نار الصراعات الدينية و المذهبية المقيتة مابين الدول و الشعوب المنطقة،لذا يجب على الدول العظمى و دول المنطقة ان لا تسمحوا لسياسات التركية و الايرانية معا فى المنطقة و تمنعونهم فى بسط نفوذهم فى المنطقة و على شعوبها.عن طريق تحجيمهم و تصغيرهم و تقسيمهم من الناحية السياسية و الاقتصادية و مساحة اراضيهم و سكانهم الى دويلات صغيرة الحجم وعلى اساس قومى و مكونات المختلفة لشعوبهم لكى تنعم تلك القوميات بحقوقهم القومية فى دولهم المستقلة مثل الكرد و البلوش و الجركس و الازريين و التركمان و غيرهم داخل تركيا و ايران اليوم.وهذا من مصلحة الكل و ليس شعب و بلد واحد فى المنطقة وكذالك من مصلحة تثبي و استباب الامن و السلام فى العالم بشكل عام، لان منطقة الشرق الاوسط و اهميتها من الناحية السياسية و الاقتصادية و الامنية للعالم لها اثر كبير فى استباب الامن و السلام العالميين،وهكذا تحل و تعالج مشكلة و قضية كبيرة الا وهى قضية ومسالة الشعب الكردى(( 40 مليون نسمة)) فى كل من ايران و تركيا و عراق و سوريا بشكا اوتوماتيكى و سهل و بعيدا عن الحروب و الاقتتال الداخلى و ايضا تكون بداية جدية لحل المشكلة الفلسطينية مع دولة اسرائيل، وبهذا تكون المنطقة الشرق الاوسطية منطقة امنا و متطورا و مكانا للتعايش السلمى مابين القوميات و الاديان و المذاهب المختلفة بدلا من منطقة دموية و ساخنا و بؤرة للصراعات و التناحرات و الاقتتال الداخلى مابين الدول و المكونات المختلفة،وتنعم المنطقة ومعها العالم باسرها بسلام و امان دائمى و الطمانينة و الازدهار و الرفاهيةو التقدم بعيدا عن الحروب و سفك الدماء و الدموع و خراب بلدان و هتك الاعراض.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت