عماد علي: فقدان الشعب العراقي لقائد تاريخي منذ تاسيس دولته.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

 

ربما يخالفني البعض في اشهار تيقني بانعدام القائد الملائم  لقيادة العراق في مراحل تاريخه الطويل، وربما يفكر البعض منا ببعض من القادة الذين مروا بتاريخ العراق خلال فترات محددة من مسيرته، و لكنهم لم يتوصلوا الى مصافي القائد التاريخي الملائم المطلوب للقيادة السليمة في هذا البلد ذات الخصائص الشاذة و النادرة، وان كان بعضهم افضل من اقرانه . هذا صحيح، و لكنهم لم يكونوا و لم يصبحوا قادة تاريخيين محنكين، لانهم لم يفضوا اي مشكلة من مشاكله الرئيسية التاريخية بشكل جذري في اية مرحلة من حكمهم له، و الحلول التي طرحت كانت مرحلية و قابلة للبروز و الاتساع بين فترة و اخرى و بشكل اكبر ايضا، سواء كان هذا نتيحة للظروف الموضوعية و ما التزم به العراق دولة و قيادة من الشروط و الالتزامات التي فرضها الاخرون الذين كان لهم الدور المفصلي و الحاسم للسياست التي اتبعها العراق او في توجهاته و مسار سلطته  خلال كل تلك العهود الماضية، و كان هناك اختلاف فردي في الايجابية و السلبية التي كان يتمتع بها كل من هؤلاء القادة من حيث المعرفة و الاخلاق و المباديء العامة و الخاصة به التي كان يؤمن بها، و من ثم اسلوب و منهج العمل و السلوك و العقيدة التي كانوا يحملونها، كل ذلك كان له دوره الخاص و تاثيره في بقاء القادة مرحليين فقط و دون ان يصلوا الى مستوى التاريخيين الذي احتاجه العراق، و لم يتمكنوا  ان يضعوا بانفسهم لمسة خاصة لحل المشاكل التي لف بعنق العراق، و لم يتكمن احد منهم ان يعتقه بطريقته الخاصة من ما التصق به من السلاسل و الاغلال بجميع انواعها، و اصبح طوال تاريخه دون حراك  و حرم البلد بشكل و اخر من الحرية التامة .

الحنين الى الماضي الذي ليس بشرط ان يكون اجمل من الحاضر هو من صفات الانسان، و لكن لكل عصر ظروفه و مميزاته التي لا يمكن ان تشبه ما تنتقل اليه البقعة بين مرحلة و اخرى . اي الارضية الثقافية و المعرفية للمجتع العراقي لم يبرز قائدا محنكا تاريخيا و مختلفا من كافة الجوانب عن غيره، بحيث يمكنه ان يفعل ما لم يفعله من سبقه او لحقه، و به يمكن ان يقول بانه بلد فقد للقائد الضرورة التاريخية التي تطلبتها الظروف التي كان يتواجد فيها الشعب، و لم يد الشعب قائدا يمكن ان يكون له خصوصية ما يلائم بالمجتمع المؤمن  بالقائد الكاريزما و القدوة التي فكر بها  و لم يجدها في تاريخه الطويل، رغم بروز قوى تدعي المساواة و العدالة و الاعتماد على الذات و العمل على اعتناق افكار و عقائد مثالية  فرضت على عقلية المواطن مساحة معينة  و منعته من كسب المعرفة العامة ، الا هي الايمان الذي فرض نفسه و هو الا تؤمن الا بالقائد الفرد المثالي الذي يمكنه حل كل الصعوبات و المشاكل بقدرته، و لم يتوفر مثل ذلك طوال تاريخه الطويل و منذ تاسيسه .

ان اكثرية الدول التي تخلصت بشكل و اخر من المشاكل المستعصية التي فرضت نفسها عليها، اما نتيجة انعطافة كبيرة في تاريخه السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي او من خلال قائد محنك قدوة بارز ملم في كل ما كان تريده الدولة من نقلها الى مرحلة لاحقة من تاريخها و فرضت عليها ترك ما شابتها من الامور التي ابقتها على تخلفها، و العراق خارج هذه المعادلة لو تمعننا بشكل دقيق في تاريخه، و كان امام انظارنا من هو ذلك القائد و ما تلك المواصفات التي يمكن ان تتواجد فيه ليكن قائدا محنكا ملائما تاريخيا يمكن ان نعده من هؤلاء العالميين الذين دفعوا بلادهم الى مراحل متقدمة خلال مرحلة معينة او بقفزة مرسومة من قبل عقل عبقري الا اننا للاسف افتقدناه . ان العراق كما هو هو منذ تاسيسه، و ريما تخلل تاريخه وضع مغاير قليلا لما قبله او سهلة المراس الحياة فيه في مراحل معينة او صعبة جدا في مراحل اخرى نتيجة الظروف التي احاطت به و اختلفت من مرحلة لاخرى، الا ان كافة مراحله كانت متقاربة بشكل كبير، عدا مرحلة الدكتاتورية البعثية  التي اصبحت في قمة المراحل العجاف التي مر بها العراق  في تاريخه و رغم اداعاء قائد هذه المرحلة بما فرضته عليه نرجسيته الا انه كان قئدا مرحليا يتصف بكل ما فرضته دائرة معينة من الشعب العراقي على تفكيره و عقليته و عقثدتها و سلوكه فقط .

المشاكل العديدة التي احاطت بحياة الناس بشكل عام، كانت دائما سياسية و اقتصادية و اجتماعية و لكل منها علاقة مباشرة مع البعض، الا ان الظروف السياسية هي التي كانت الغطاء الدائم للقضايا المتشابكة المعقدة الاخرى التي ابرزتها او كانت موجودة اصلا و توارثتها المراحل المتتالية . لم يقيّم قائد واحد الوضع الخاص للعراق و ما يجب ايجاده من العوامل لحل مشاكله بشكل قطعي و حاسم، و كل ما جاء و حكم كان عقليته اما مرحلية صغيرة تابعة لبقعة معينة دون العراق بمكوناته المختلفة و هذا يصعب ان يجد الحلول المنطقية لتلك المشاكل الكبرى، او كان مغرورا اراد ان يحكم الوطن العربي و لم يلتفت الى ما يهم بلده و هذا كان ممن يطفر على الاحداث و اوقع نفسه فيها، و لم نجد من اراده العراق ان يكون قائدا عراقيا صرفا، و قد ولد من رحم الظروف و الخائص المختلفة الخاصة التي تمتع بها العراق في مرحلته، و لم نجد من كان يفكر استراتيجيا او توجهاته فوق الخاص او المرحلة او الدائرة التي اثرت عليه فكريا و عقليا و ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا، اي لم نجد قائدا خارج مرحلته ليتمكن من ايجاد الحلول الجذرية لمشاكله و يتمكن من استئصال ما قصم ظهر البلد طوال تاريخه من النواحي كافة، و لم نجده لحد اليوم .  كل ما جاء اما كان عرقيا او مذهبيا او عقيديا او ايديولوجيا او حزبيا، او من لم يؤمن بشي الا بنرجسيته ، و اليوم اصبحنا ضائعين بيد مجموعة و ليس قائد واحد من المؤمنين بخط واحد دون ان تتسع خصوياتهم العقلية لمستوى عام يمكن الاعتماد عليهم في التوجه ولو خطوة لحل مشاكل الساعة فكيف بالمشاكل التاريخية المستعصية  . انها مشكلة العراقين و بكافة مكوناتهم لحد الان .

الشعب العراقي موزائيكي التركيب و يتركب من مكونات مختلفة الشكل و الجوهر في كافة النواحي، يتمتع بامكانيات اقتصادية هائلة و ليس له من يمكنه تنظيمها، او هدرت نتيجة الظروف القاسية و الحروب التي ابتلي بها، وفي الوقت نفسه، فيه اسباب كل الخلافات التي تتجدد على الدوام و لم تلقى حلا مقبولا من الذين اعتلوا الناصية و تخصهم المشكلة و التي يمكن ان يتسغلها اي متربص بالدولة العراقية بسهولة لبث الفتنة و عدم التوصل الى الامان في حياته . و عليه، الاسباب التي تجدد نفسها داخليا هي التي تمكن من التدخلات الخارجية على سير البلد، قبل العقول التي تفرض ارادتها من اجل مصالح خاصة خارجية ايضا قبل الداخلية. فان لم يشهد العراق العقل التاريخي العبقري المعتبر من تاريخ العراق و المقيّم العلمي الجيد لما هو عليه البلد، فلا يمكنه ان يصل الى حلول جذرية مقبولة، و لا هناك من الجهات التي تهمه المشاكل تلك و تكون لها القدرة فرض نفسها دون قائد و تتمكن من حلها، و الا فان فرض الحل بقوة ليست الا مرحلية و تبرز مرة اخرى بعد مرحلة او فترة معينة فقط . و المشاكل هي عرقية دينية مذهبية فكرية ايديولوجية و اجتماعية، مهما اختلف احد معي في اي جانب منها، و ليس هناك طريق الا فتح الطلسم الذي تؤمن به العقلية المثالية التي تفرض نفسها على حكم العراق في هذه المرحلة المشؤومة .

اذن، فتجزئة المشاكل لسهولة السيطرة عليها و الاستناد على العقلية المنفتحة العصرية الانسانية قبل اي فكر او عقيدة او ايديولوجيا، من يعتمدها  يمكن ان يصبح العقل المثالي الذي ننتظره منذ تاسيس الدولة العراقية، و على الرغم من ما ياخذ هذا فترة معينة و يمكن ان تتدرج الحلول بشكل متتالي و سلس، الا ان  هذا هو الممكن  ان توفره العصارة الفكرية العامة  و العقل الجمعي، و بتوفر مجموعة خيرة من القادة، و الا نحن نفتقر الى عقل بارز انساني يتمتع بخصوصيات القائد العبقري النادر الذي يتطلبه وضع العراق و ما توارثه خلال تاريخه المؤلم . فلننتظر، اما نجد او نتراوح و نعيد التاريخ عقود اخرى .

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت