عماد علي: هل زيارة وفد اقليم كوردستان الى روسيا خطوة على الطريق الصحيح؟

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

يبدو ان السلطة في كوردستان الجنوبية تعيش في نشوة مؤقتة و على عادتها فانها تعيش في خيال و حلم دون اية تمعن فيما يحصل لما بعد خطواتهم، وهم توغلوا في عمق الازمات الداخلية و الخارجية و لم يقدروا على حل ما يجري نتيجة افعالهم و تصرفاتهم, و كما هو واضح من سلوكهم, انهم لم يتعضوا من ما جرى في المنطقة خلال العقدين الماضيين. فهل يتذكرون؛ كيف دخل صدام الكويت وبمباركة غير مباشرة من امريكا بعد لقاء الدكتاتور العراقي مع سفيرة امريكا في بغداد, و كخدعة تاريخية اشعلت الضوء الاخضر له دون ان تنبس ببنت شفة بحيث استمالت الى حثها نحو اتخاذ الخطوة بما فعل و امن ان لا يقع ما يقدم عليه صدام على حسابها كخط رجعة او كسياسة التحريض غير المباشر لكي لا تحرج بلدها في حين عدم سير العملية كما تريد، و حصل ما حصل كما نعلمه جميعا.
لم يعلن اي احد لحد اليوم ان زيارة وفد اقليم كوردستان الىروسيا قد جاءت بعد اخذ الموافقة من امريكا، ام انهم يغامرون في هذا الوقت ايضا كما فعلوا من قبل دون ان يقراو ما يمكن ان يحصل بعد الخطوات التي يمكن ان تكون استراتيجية للدول الكبرى دون ان يحسوا بها جماعتنا المبجلة. فهل ضعف موقفهم الداخلي من جراء ما هم فيه من مؤثرات افرازات الازمات السياسية و الاقتصادية الداخلية التي هي من صنع ايديهم و عقليتهم الضيقة الافق و المبنيى على المصلحة الحزبية والشخصية فقط قد غطت مراهم و ضعف نظرهم.
من تابع وعود ترامب ويقرا تعليقاته على زيارته الاخيرة للمنطقة عند عودته الى امريكا, من حصوله على المليارات و هو ما وعد به شعبه، يتاكد بان نظرة ترامب الرئيسية هي المعتمدة على الاقتصاد و التجارة والربح و الخاسرة حتى في عمق سلوكه السياسي القح و خطواته الصغيرة ايضا . اي، انه يعقد آمال على المال و الاقتصاد المتخم في المنطقة و اهمها مال النفط كي يحقق ما يريد لبلده.
و في مثل هذا الوقت و بهذه الحال و بسياسة ترامب و توحهات و نظرة امريكا الستراتيجية خلال العقود الاتية للمنطقة، يبدو انها تنوي على ان تعمل على سحب البساط من تحت ارجل الصين و روسيا في هذه المنطقة ايضا. و في هذا الوقت تبرم حكومة الاقليم عقودا للنفط مع روزبترول بقيمة ثلاث مليارات و بدفع مقدم.
و نسال هل ما في الاقليم بقدر من الصغر يمكن ان تتحاشى امريكا بنفسها في هذه الخطوات التي اتخذتها السلطة الكوردستانية و ما ابرم من العقود النفطية الحساسة جدا من الناحية السياسية قبل الاقتصادية، ام انها بداية النهاية بعد طول مدة دعم تلقته من بلد العم سام.
هل من المتوقع ان تدير السلطة وجهتها الى المحور الاخر نتيحة ضغوطات تركيا و ما التفت و عقدت ذيلها برجلها بشكل محكم، و ما تلقته من المواقف في الامور العامة التي تخصها في المنطقة بشكل عام و في كوردستان الغربية بشكل خاص و ما يقع ضدها و بالاخص ما يهم الحزب الديموقراطي الكوردستاني و نواياه الجهنمية العديدة في هذا الاطار، ام انها تكتيك قصير الامد و مجرد من اجل حفنة من المال لانقاذ ما يمكن انقاذه من الوضع الماساوي الذي وقعوا فيه وما يمكنان نعتقد بانهم تلقو من اشارات من عدم ممانعة امريكا في ذلك. و هذا ما سوف يتوضح قريبا للقاصي و الداني، و لكني اعتقد بان امريكا قد تفكر كثيرا في هذا الامر ان لم تؤخذ من قبل العملية برايها و لا يمكن ان تعدو هذه الصفقات النفطية التي تضرب في عمق الاستراتيجية الامريكية التي تتبناه لتامين ما يمكن تصحيحه اقتصاديا في بلاده بسهولة و مرور الكرام، والمعلوم انها الان تصر على العمل على ما يمكنها من اخذه من البقرات الحلوبات بحجومهم الكبيرة و الصغيرة في الخليج و المنطقة بشكل عام، و عليه؛ لا يمكن ان تسمح امريكا في عهد ترامب الجشع باي خطوة لا تقع لصالح ارباحها لتامين اقتصادها كما وعد الرجل بصراحة و يعمل عليه.
اذن تتوقف توجهات و خطوات كوردستان نحو روسيا على جوانب ما حصل قبل و اثناء الزيارة و ما يتعلق بها و ما لها العلاقة بالدول الاخرى و المحور الذي كانت السلطة الكوردستانية بعيدة عنه لكون تركيا ليست فيها، اما اليوم بعد التفات تركيا نحو الجهة المعاكسة فهل يمكن ان نتوقع بان السلطة الكوردستانية يمكنها ان لا تراعي ما تريده امريكا من اجل لاعب صغير في المنطقة، ام هناك امر ما غير ما نتوقعه نحن.

 

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت