شيرزاد شيخاني: عصابات بغداد.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

هناك الكثير من الأفلام الأمريكية التي تروي قصصا عن سطو العصابات على البنوك. ويلاحظ المشاهد أن أفراد جميع تلك العصابات التي تسطو على البنوك حاملين الرشاشات هم ملثمون حتى لايتعرف عليهم أحد أو أن تكتشف كاميرات المراقبة وجوههم.
تلك مشاهد سينمائية هدفها الترفيه أو رواية قصة درامية أو خيالية لتمضية بعض الوقت . لكن الحالة تتكرر للأسف على أرض الواقع في ساحات التظاهر بمدن العراق وشوارعه، فنجد أن القوات الأمنية التي يفترض أنها قوات تابعة للدولة رجالها ملثمون يخفون وجوههم ويستخدمون لقمع التظاهرات، وفي أحيان كثيرة يستخدمون لقتل المتظاهرين دون أن يتعرف عليهم أحد، وكأننا في فلم أمريكي نشاهد أفراد عصابات السطو على البنوك!.
لقد وصل عدد الضحايا من قتلى التظاهرات الأخيرة في العراق الى أرقام مرعبة، وهي أرقام تتصاعد يوميا ، ولعل أحد أهم أسباب ذلك هو إخفاء وجوه القتلة الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم ضد شعبهم إرضاءا لأسيادهم المتخفين بدورهم في المنطقة الخضراء.
أن ما يرتكبه القادة السياسيين والأمنيين من جرائم القتل ضد المدنيين المسالمين العزل من السلاح، تندرج في إطار القتل العمد، سواء من أمر بذلك أو من نفذها، والأخطر من ذلك هو ما تردد مؤخرا على لسان كبار مسؤولي الدولة حول عدم معرفتهم بمن يقتلون المتظاهرين أو يطلقون القنابل المسيلة للدموع والتي بدورها تحصد أرواح الكثيرين من شباب العراق.
في التظاهرات السلمية التي نراها في الدول المحترمة، نجد أن القوات الأمنية عندما تضطر الى إستخدام القنابل المسيلة للدموع، فهي تلقيها تحت أقدام المتظاهرين، وليس كما يجري اليوم في العراق بإطلاقها مباشرة على رؤوس الشباب، وهذا أيضا دليل على وجود نية القتل العمد لدى السلطة وميليشياتها للمتظاهرين.
ان تنصل قيادة الدولة عن مسؤولية حماية التظاهرات الشعبية وعجزها عن كشف ومحاسبة الجهات التي تقمع التظاهرات خارج أجهزة الدولة وهي حتما جماعات وميليشيات طائفية مسلحة، وكذلك محاولة إخفاء وجوه المجرمين الذين يداهمون الساحات ويقتلون الشباب العراقيين، هي بكل المقاييس جرائم جنائية يفترض أن يحاكم مرتكبوها اذا لم يكن اليوم فسيكون في الغد، لأن الدماء البريئة التي تسال اليوم سوف لن تمر من دون حساب. وللتذكير فقط يجب ان لا ينسى قادة العراق ان هناك جرائم كثيرة مازالت معروضة امام القضاء ضد مسؤولي النظام السابق يلاحقون بسببها، وبالتأكيد سيأتي يوم حين يزول هذا النظام القمعي سيحاسب جميع اولئك الذين إرتكبوا هذه الجرائم البشعة ضد الشعب العراقي وستنكشف وجوههم الكالحة.
ان قادة الميلشيات وزعماء الفساد يناطحون الجبل بوقوفهم ضد إرادة الشعب، ولن يفيدهم هذا القمع الدموي، ولا محاولاتهم السقيمة بإحداث تفجيرات في ساحات التظاهر، أو تسيير التظاهرات المؤيدة للسلطة، فهذه محاولات أكل عليها الدهر وشرب، وماداموا لجئوا مثل كل الانظمة الدكتاتورية الى القمع والقتل فلن يكون مصيرهم بأقل من صدام وجلاوزته وستكون نهايتهم الحتمية بمزبلة التاريخ.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت