ئامانج نەقشبەندی: ٲفراتین هما ٲم ٲنهار من الدماء؟

Avatar photo

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

عندما ترید قادة الشعوب و زعمائها و مفكریها ٲن یبنوا ٲو یعیدوا بناء الامم و الاوطان، فهذه الشعوب و هؤلاء الزعماء و القادة و في تلك المرحلة علیهم ٲن یهتموا بالعدید من الامور المهمة و التفاصیل الدقیقة مهما كانت احجامها ، منها مراجعة مجریات التٲریخ و الوقوف عنده و الاستفادة من ٳیجابیاته و تعلم الدروس و العبر من مساوئه و سلبیاته. فهل حدث في العراق شيئ من هذا القبیل، هل ٲُخذ هذا الامر هنا بعین الٳعتبار ؟ ٲم حضارة وادي الرافدین و آشور و بابل و الجنائن المعلقة و حامورابي و مسلته المشهورة كانت مجرد كلمات و سطور علی الجدران و متون امهات الكتب في رحلة البناء ٲو ٳعادة البناء.. ٲم هل كانت هنالك بناء و ٳعادة بناء ٲصلاً في هذا البلد ، هل هذه هي الحضارة؟.
الٲحداث التي تجري الآن في العراق من مظاهرات و ٳعتصامات تطالب بٳسقاط الحكومة و محاسبة الفاسدین و ناهبي ثرواته في السنوات الست عشرة الماضیة و صاحبت هذه الٲحداث جرائم و قصص مریرة من قتل و خطف و ٳعتدائات ، و كالعادة يظل الجناة مجهولین و لا یبقی الا ٲن یتحسر الٳنسان علی ارواح ازهقت و دماء سالت بلا داعي. و الصورة الٲخیرة التي ٳنتشرت في وسائل الاعلام و صفحات التواصل الٳجتماعي، و الحدیث هنا عن تعلیق جثة ٳنسان علی عمود في شارع عام وسط حشود بالمئات!
فهل ذكرنا هذا المنظر البشع بجرائم ٲخری حدثت في العراق؟ نعم بالتٲكید فهذه الصورة ٲعادت الی ٲذهاننا عقودا بل قروناً من جرائم مروعة و القتل و الدماء و المجازر، فصور تعلیق الجثث و ٲو السحل و قطع الرؤوس كانت جزءً من تٲریخ طویل. صورة لم تكن الاولی ولن تكون الٲخیرة. بید ٲن العراقیین قد تعودوا علی هذه المناظر البشعة، صورة ذكرتنا بٲحداث سفك الدماء من ٲیام الحسین و آل بیت النبي (ص) قبل ثلاثة عشر قرناً وحتی هذه اللحظة تعاني الامة الٳسلامیة من تداعیاته، منظر لجثة ٳنسان لا نعرف من هو و ماهي خلفیاته ولكنه یعود بنا الی زمن الحجاج ٳبن یوسف و قصة (الرؤوس التي ٲینعت و حان وقت قطافها).
صورة بآلاف الكلمات رجعنا من خلال الامعان فیها الی ٳستذكار غزو المغول لبغداد حاضرة الدولة العباسیة قبل ٲكثر من (750) عاماً و خسائر في الارواح تقدر بملیوني قتیل حسب بعض المصادر الٳسلامیة.
من دون ٲن ننسی ما حصل في العراق في التٲریخ الحدیث و تحدیدا المئة سنة الٲخیرة و تٲسیس الدولة العراقیة الحدیثة بعید الحرب العالمیة الاولی في بدایة عشرینیات القرن الماضي، فآلة القتل لم تتوقف یوماً في ما یسمیه المؤرخون بٲرض الفراتین و بلاد ما بین النهرین، جرائم و مجازر و دماء سالت و لازالت تسیل، فلا ندري ٲ بلد الفراتین هما ٲم ٲنهار من الدماء؟.
هذه الصورة التي رٲیناها قبل ٲیام، هذه الجریمة تجعلنا نراجع التٲریخ و نستذكر بعض الشخصیات المعروفة التي صنعوا تٲریخاً للعراق الحدیث و كتبوا اسمائهم في سجلاته بحروف من ذهب ولكن مصیرهم لم یكن افضل حالاً من مصیر صاحب الصورة و جثته المعلقة؟!، وقد نحتار عندما نرید ٲن نكتب عن بعض من هؤلاء ، فلا ندري بمن نبدٲ؟.
لاشك ان الكثیر منا سمع عن المرحوم (جعفر العسكري) السیاسي المحنك و الرجل العسكري من الطراز الرفیع و الذي كان ٲول وزیر للدفاع في ٲول وزرارة عراقیة في العهد الملكي في حكومة (عبدالرحمن النقیب)، هذا الرجل الذي كان یتكلم ثماني لغات (الكوردیة و العربیة و الارمنیة و الفارسیة و الانكلیزیة و الالمانیة و الفرنسیة و التركیة) و الذي شغل منصب رئاسة الوزراء مرتین و وزیر الدفاع خمس مرات، هذه الشخصیة المرموقة ٲغتیل ٲثناء ٳنقلاب (بكر صدقي) عام 1936 علی ٲیدي ثلة من العسكر كانوا یوماً ما من تلامذته؟! ولم یكن مصیر بكر صدقي ٲفضل حالاً من الجعفري، فقد ٲغتیل بعد عام من تلك الحادثة علی ید عریف في الجیش؟!.
ولكن هل توقف نزیف الدم علی ٲرض الفراتین عند هذا الحد؟ هل وصلنا الی نهایة مسلسل انهار الدم العراقي؟ قطعاً لا، فنحن الذین شاهدنا تلك الصورة بالٲمس القریب. قرٲنا كثیراً عن ٲحداث الٳنقلاب العسكري علی الحكم الملكي و مجزرة قصر الرحاب في عام 1958 ونهایة حكم الٲسرة الهاشمیة ومقتل الملك فیصل الثاني و باقي الاسرة و الوصي علی العرش الامیر عبد الاله و الشخصیة الابرز في الساحة العراقیة آنذاك رئیس الوزراء نوري السعید، نهایة حقبة و بدایة حقبة جدیدة بلون الدم من الٳنقلابات و المؤامرات و الدمار و حروب عبثیة في الداخل و الخارج.
و البعض لا یزال یتحدث عن تٲریخ مجید و مجد تلید و مقدسات؟! فهل هنالك ماهو ٲكثر قدسیة من الٳنسان ؟ الذي یهدر دمه ویعلق جثته في ساحة ما؟. فمتی یتعلم العراقیون من الماضي؟ متی یتفكرون، متی یقرون بحقیقة ٲنهم من صنعوا هذا التٲریخ و كانوا جزءً منه و فیه، من كان یشجع الحكومات و الزعماء لیصبحوا طغاةً و قتلة ٲو فاسدین ٲو ناهبین لثروات البلد، من كان یصفق للعسكر، من كان یمجد و یخلد، یطبل و یزمر، من كان یصنع من الحثالات ٲبطالاً جبابرة؟ من نصبهم قادة و صعد ببعضهم الی مصافي الٲلوهیة، من ٳدعی و ٲقسم بٲنه شاهد صورة بعضهم علی سطح القمر؟ انهم الشعوب التي تصنع طواغیتها و تنحت لهم التماثیل. فقبل التظاهر و قبل تعلیق الجثث حاسبوا انفسكم قبل ٲن تلوموا الآخرین، حاولوا اولاً ٲن تتصالحوا مع انفسكم ، مع الماضي و الحاضر لتعیشوا غداً، تصالحوا و تبرٲوا من تٲریخ طویل من القتل و السحل و تعلیق الجثث.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت