شيرزاد شيخاني: جنون الحكام العرب.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

شذ عن القاعدة ورفع صوته بوجه الزعماء العرب ومسح بهم الأرض، فاعتبروه مجنونا!. كان دكتاتورا بمقاييس المصطلحات السياسية لأنه حكم أكثر من أربعين عاما، لكنه كان ألطفهم وأشرفهم. فلم يرتكب مجازر ضد شعبه، ولا ملأ السجون بمعارضيه. لا قصف بلدة ولا طمس قرية بطائراته. لم يشن حربا على جيرانه، ولا احتل أراضي غيره. إنشغل ببناء بلده وسعى لتحقيق الرفاه لشعبه. ولكن الشعب تنكروا له، خذلوه وخانوه. قتله الأوباش ليدخل البلد في دوامة من العنف والحرب الداخلية التي لا أول لها ولا آخر.. ذلك هو الرئيس النبيل معمر القذافي.
لم يكن القذافي مجنونا، بل كان يتوق كقائد ثوري شب على مباديء ثورية أن يحقق وحدة عربية قوية بمواجهة قوى الاستعمار والرجعية، وكان أمينا على تلك المباديء حتى آخر لحظة من حياته. ولكن كل الذين إعتبروا أنفسهم أعقل الحكام، أصابهم مس من الجنون.
أولهم زعيم الأمة العربية جمال عبدالناصر الذي كان يوصف بأعظم قادة العرب في التاريخ المعاصر. كرسته آلة اعلامية ضخمة كزعيم للأمة العربية ومناضلا صنديدا ضد الإستعمار والصهيونية والإمبريالية، ولكنه قاد شعبه وأمته الى هزيمة مخزية في حرب لم تدم سوى ستة أيام في حزيران عام 1967. وقبلها مني بهزيمة أشنع حين فشلت وحدته الإندماجية مع سوريا!.
كان عبدالناصر مهوسا بعظمة زائفة، وهذا بالذات ما نستطيع أن نصفه بجنون العظمة . لذلك ملأ سجونه بالأحرار المصريين، ولاحقت مخابراته معارضي نظامه في كل مكان، وجعل من نفسه دكتاتورا أوحد وزعيما مزيفا للأمة العربية!.
نفس الحلم الزائف قاد صدام حسين الى أن يتحول الى دكتاتور أرعن، ويدعي أنه حارس البوابة الشرقية للأمة العربية وأنه صاحب رسالة خالدة يقود أمته نحو تحرير فلسطين. ولكن الذي حصل أنه خاض عدة حروب عبثية فاشلة مني في جميعها بهزائم منكرة من القادسية الى حرب احتلال الكويت ، وأخيرا هزيمته الكبرى في حربه ضد أمريكا التي قوضت نظامه الى الأبد!.
كان صدام مثله مثل ناصر مسه جنون حقيقي حين خاض حربا شوفينية ضد الشعب الكردي فدفن أكثر من 180 ألف انسان كردي أحياءا في صحارى الجنوب، وظن أنه سوف ينهي بتلك المجازر الوحشية قضية قومية مشروعة للشعب الكردي. قتل وشرد ملايين العراقيين ظنا منه أنهم يعوقون مسيرته نحو توحيد الأمة العربية بقيادته وتحرير فلسطين من الصهيونية والإستعمار!.
عمر البشير كسابقيه من الدكتاتوريين العرب، أصيب بالجنون حين شن حربا شعواء على أبناء بلده في الجنوب فتسبب بذلك بسلخ جزء من بلاده، ثم خاض حربا مدمرة في دارفور وقتل الآلآف وشرد الآلاف!.
بشار الأسد ، مجنون آخر دمر بلده وسواها بالأرض وخاض حربا شرسة ضد شعبه، أنزل عليهم براميل المتفجرات ودمر مدنا وسواها بالأرض، في وقت أنه عجز تماما كما والده من تحرير ولو أشبار من أرض بلاده المحتلة في الجولان!.
آخر مجانين العصر هو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد. هذا الحاكم مصاب فعلا بمرض جنون العظمة، فهو يمتلك من الأموال الطائلة ما ان مفاتيحه تنوء بالعصبة أولي القوة، وهذه الأموال جعلته يحلم بأن ينصب من نفسه حاكما للأمة العربية، فتراه يمد أذرعه بكل شبر من أراضي الدول العربية، بل ويتجاوزها أحيانا الى خارج حدود العرب من خلال تمويله لنشاطات إرهابية هنا وهناك. فهو يقف وراء تمويل جميع الميليشات الاسلامية المنتشرة في أرجاء العالم وفي أراضي العرب بليبيا وسوريا ومصر والصومال . أينما كان هناك نشاط إرهابي في قارات العالم ستجد تمويله يأتي من قط!.
كل هؤلاء الحكام الدكتاتوريين يستأسدون على شعوبهم ، لكنهم من أجبن الجبناء حين يواجهون قوة إستعمارية أو إمبريالية!.
هؤلاء الذين أبتليت بهم شعوب المنطقة، لو كرسوا نصف أموال الدولة التي يسخرونها لأجهزة المخابرات والإعلام لصنع دكتاتورياتهم، وصرفوها من أجل تحسين التعليم وترقية الخدمات الصحية لمواطنيهم، وتعبيد الطرق وبناء المدارس والمستشفيات، ما تأخرت شعوبهم عن اللحاق بركب الحضارة الانسانية، ولا أصبحوا في قاع المجتمعات البشرية. ولكن ماذا نفعل والشعوب برمتها مخدرة بأوهام يصنعها الدكتاتوريين فقط لتشديد قبضتهم على أعناق تلك الشعوب.
أقول، أن الدكتاتورية ليست جينات وكروموسومات تنتقل من حاكم الى آخر، ولا هي سلعة تصدرها لنا دول الإستعمار والأمبريالية، بل هي منتج محلي تصنعه الشعوب العربية بصمتها وهوانها وإستسلامها. وما الدكتاتور الا فرد من أفراد هذه المجتمعات المتخاذلة.
” كما تكونوا يولى عليكم”، صدق رسول الله.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت