Erdogan

عماد علي : هل يتعض اردوغان من الانقلاب ؟

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

اننا نبعد تلك التوقعات من تفكيرنا على الرغم من اننا يمكن ان نقول بانه تزداد اشارة منحنى احتمال ان تكون للاردوغان بنفسه يد بشكل او اخر و ربما بشكل غير مباشر و مخابراتي في عملية الانقلاب ، و بات الكثيرون يتكلمون عما جرى بشكل مختلف . و ما يسلكه اليوم من محاولات مستميتة لانهاء مناوئيه ، و بالاخص من لا يمكن ان يكون لهم اي دور في العملية الانقلابية ، ويريد باستغلال الانقلاب تنفيذ اهداف اخرى و هو ما يزيد من الشكوك حول من وراء تلك العملية الانقلابية القصيرة الامد الفاشلة . ينوي اردوغان تحقيق اهداف كثيرة من وراء اوامره المفاجئة جول الاعتقالات الانتقائية بين المدنيين و العسكريين ، و منها تمهيد الطريق لاعادة تنفيذ عملية الاعدام و كسر شوكة المعارضين و تخويفهم ، و تغيير النظام السياسي الى الرئاسي بالسهولة الممكنة ، و استئصال جماعة فتح الله غولن المنافس الخطر على مستقبله ، اضافة الى تقزيم احزاب المعارضة على الرغم من موقفهم الواضح من دعم الديموقراطية و الحياة الحرة للشعب التركيو استنكارهم للانقلاب .
غير ان اردوغان كان بامكانه ان يستفاد من الاتقلاب بشكل ديموقراطي و يبقى رمزا شعبيا و جماهيريا لو اتخذ موقفا عصريا فيما بعد الانقلاب وكا من الواجب عليه عدم التصرف برد فعل طفولي الذي لا يمت بالعقلية السياسية الناضجة بصلة تُذكر ، وكان بدلا من سيطرة نرجسيته على سلوكه و تصرفه و كانه هو الانقلابي و يتخذ اجراءات على المنقلب عليهم كان عليه ان يتخذ خطوات عقلانية سياسية كبيرة و مناسبة لبلد تعيش في فوضى سياسية منذ مدة ليست بقليلة نتيجة خطوات سياسية خاطئة صادرة منه شخصيا .
في هذين اليومين المنصرمين ، كان الوقت مناسبا لتحديد المسار الصحيح للسلطة في تركيا، لو تعمق اردوغان فيما حدث مهما كان او من كان وراءه ، لو اتخذ موقفا مسالما و استند على العدالة و القضاء في فض القضية الخطرة التي حدثت و ما تفرز منها من السلبيات الكثيرة و يمكن ان تدوم ، كل هذا في وقت غير ملائم لما حدث و لم يقرا منفذوه متطلبات العصر و سماته و ما وصلت اليه تركيا من النواحي الكثيرة، هذا ان لم يكن الاتقلاب اساسا عملية مخابراتية صرفة و ورائها قوى و جهات سواء كانت داخلية او خارجية .
لو اعلن اردوغان ان المرحلة تفرض اعادة تقييم الواقع و تعامل مع القضايا وما لديه مع الجهات الداخلية و الاقليمية و العالمية بما يفرضه الوضع السياسي العالمي و التغييرات الكبيرة التي حدثت في كيفية ممارسة السلطة في كثير من دول العالم، و منهم من يتشدقون بالمبدايء الديموقراطية و منهم تركيا و ان كانت ناقصة الايمان و الاداء لها . كان من المفروض ان يستغل ما حدث خيرا لبلاده و له شخصيا بشكل علمي و باجمل و اكمل وجه، الا انه سلك بعكس ما يمكن ان يفتح الطريق امام تحقيق حتى اهدافه الشخصية بشكل سهل .
بدلا من توجيه الاتهامات و الاعتقالات العشوائية ، كان بامكانه المبادرة للتصالح المتعدد الجوانب مع القوى المعارضة له و حتى مع جماعة الخدمة للسيد غولن . اي انه سار دون الاتعاض من ما حدث وعدم توظيف ما يمكنه من تحقيق ما يريد في الاتجاه الصحيح دون احقاد و منافسة ضيقة الافق،الا انه امر باتخاذ خطوات صغيرة و دافعة للفوضى الاكثر و مستديمة التعقيد ، و اكثر دفعا للبلاد نحو المصير المجهول و الابتعاد عن الاتحاد الاوربي اثر مع حدوث شروخات كبيرة في علاقات بلده مع امريكا اضافة الى ما لديه اصلا المشاكل الكبيرة مع الكثيرين من القوى العظمى و المتوسطة العالمية و الاقليمية و الداخلية .
فان الفرصة الذهبية اصبحت سانحة له في حل القضايا الكبيرة و منها القضية الكوردية بعدما اتخذ حزب المجتمع الديموقراطي موقفا سليما ازاء الانقلاب ، و لا يمكن ان نتصور ان اتخاذ الخطوات بهذا الشان في هذا الوقت الذي يتمتع بشعبية و جماهيرية كبيرة ناتجة من فشل الانقلاب ان يؤثر سلبا على رصيده ، بالاخص عند القوميين المتشددين الممانعين له دوما، كما حصل من قبل و اثر على موقعه و موقفه ، الا اننا نشاهد ما يسير عليه هو العكس لحد اليوم و سلوكه و تصرفاته و مواقفه دون المسار الصحيح المناسب .
من الجانب الخارجي ، فان تصفير المشاكل و اتخاذ المواقف وفق المصالح و عقلنة السياسية كان بامكان ان يساعده في تصحيح مسار الدبلوماسية الخاظئة و حل المشاكل جذريا مع دول هامة بدلا من كيل الاتهامات عديمة الدليل و الاساس . هذا اضافة الى امكانه تحسين العلاقت الدبلوماسية العالمية التي اصبحت في موقع يمكن ان يغير من مسار بلاده و تصحيح مواقفها و بها تقوي مكانتها ، و بالاخص فيما يهدف الى ما ينويه مع الاتحاد الاوربي و روسيا و الدول الاخرى .
من جانب اخر ، كان بالامكان ان يعوض الخسائر الاقتصادية الناجمة من اخطائه السابقة بدلا من تعقيدها اكثر بالحملة الشعواء التي تشنها داخليا على من لا يوافقه في نواياه الضيقة الافق ، الا انه بالخطوات الاولية الحالية لما بعد الانقلاب استفز الدول المهمة خارجيا و قلل من ثقة الكثيرين داخليا و خارجيا في ان يخرج هو و بلده من القضية سالما معافاة ، و لا يمكن ان يعود اقتصاده الى المراحل السابقة ، لا بل يتاثر اكثر و تغطيه اثار و افرازات الانقلاب و سلوك و توجهات اردوغان غير المدروسة بشكل كبير و طويل و لا يمكن ان نتوقع انتعاش اقتصاد بلده في المدة الزمنية المعقولة .
و عليه ، يمكننا ان نقول ؛ ان اردوغان اضاع الفرصة المتاحة له في ان يفيد بلده بشكل ملفت في النواحي السياسية الاقتصادية ، لو تانى و تعمق قبل ان يتخذ القرارات الخاطئة و يتسرع في ما يدفعه نرجسيته و توجهاته الشخصية ، و ها يضر بنفسه ايضا اضافة لبلده .

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت