شيرزاد شيخاني : لصوص امريكا و اوروبا في كردستان .

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

حين أرادت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس السابق جورج بوش الإبن الإطاحة بحكم صدام حسين في العراق حاولت شرعنة عملياتها العسكرية لإقناع العالم بهدفين جميلين .. الأول هو تخويف المجتمع الدولي بوجود مخزون هائل من أسلحة الدمار الشامل لدى نظام صدام وإعتباره تهديدا خطيرا على السلم الدولي. والثاني إقناع العراقيين بأن عملية إسقاط صدام هي من أجل تحريرهم من نظام دكتاتوري وبناء أسس دولة ديمقراطية تكون نموذجا في المنطقة.ولكن ماحصل بعد إسقاط النظام وماجناه العالم والعراقيين من جراء تلك العملية كانت نتائج كارثية بكل معنى الكلمة.فلا تحقق السلم الدولي بسقوط صدام، ولا تحرر العراقيون من الدكتاتورية بل زادت أحوالهم سوءا بظهور العديبد من الدكتاتوريين الطائفيين !!.

على صعيد المجتمع الدولي أنتجت عملية السقوط ظهور تنظيمات إسلامية متطرفة كتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام وأخيرا داعش في هذه المنطقة ، وباتت أذرعها تصل الى عقر دار الأميركيين والعالم الغربي لتهدد أمنهم وإستقرارهم بشكل يومي ، وكثير من المراقبين السياسيين يعزون أسباب ظهور هذه التنظيمات وتهديداتهم الإرهابية لمدن وعواصم الغرب ، الى الموقف المعادي تجاه الغزو الأميركي للمنطقة وتحديدا من القيادات الإسلامية والدعاة وشيوخ فتاوى الجهاد الذين شرعنوا الإرهاب لمواجهة المجتمعات الغربية ردا على غزو بلاد المسلمين .

أما على الصعيد العراقي فقد أنتجت عملية الغزو واقعا سياسيا كارثيا لم يشهده العراق من قبل . فمع سقوط صدام دشنت أميركا التي تولت إدارة البلد بعد الغزو لأسلوب حكم فاشل يقوم على أساس المحاصصة الطائفية ،والذي أنتج ظهور طبقة سياسية سائبة مجردة من كل إلتزام أخلاقي ووطني ، همها الوحيد هو نصرة الطائفة وتحقيق منافع شخصية وحزبية لاوطنية ، ما دفع العراق كبلد نحو الهاوية السحيقة وإبتلائه بحروب طائفية فخاض العراقيون بدماء بعضهم البعض ، الى جانب إغراق البلد بحالة من فساد قل نظيره في تاريخ العراق حتى في ظل الحكم العثماني المتخلف .

سوف لن أخوض في مسألة الفساد السياسي والأخلاقي الذي عم الطبقة السياسية في العراق بسبب اسلوب الحكم الأميركي الفاشل أثناء فترة الإحتلال،لأنني قلت في ذلك مالم يقله مالك في الخمر، بل سأركز من خلال هذا المقال الى ماجرى بالنسبة لنا نحن مواطنو إقليم كردستان بسبب التغيير” الديمقراطي”المنشود.

لايخفى على أحد بأن إقليم كردستان تمتع بإستقلال تام عن السلطة المركزية القائمة أثناء حكم صدام حسين منذ نجاح إنتفاضته الجماهيرية عام 1991 وذلك بفضل الحماية الدولية لمناطق كردستان. ورغم أن الإقليم كان يدار من قبل الحزبين(الإتحاد الوطني بقيادة جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني) بصيغة المناصفة الحزبية الفاشلة،لكن مع ذلك فإن حالة الفساد لم تصل طوال فترة حكمهما الى عام 2003 الى مستويات مخيفة كما هو حال اليوم.وقد تكون قلة الموارد أو عدم الإستقرار الإقتصادي والسياسي في الإقليم هما السبب في تدني مستوى الفساد بالإقليم،ولكنه تعاظم بشكل ملفت للنظر بعد إكتشاف الثروة النفطية في عدد من مناطق الإقليم إبتداءا من عام 2007.

في ذلك العام وما تلاه كانت الحكومة المركزية تخصص حصة معتبرة من ميزانية الدولة تبلغ 17 بالمائة كميزانية لإقليم كردستان والتي تقرب في بعض الأحيان من 15 مليار دولار تصرف لثلاث محافظات فقط. وعليه لم تكن هناك أية حاجة لإستخراج هذه الثروة النفطية من باطن الأرض وكان يفترض بقيادة حكيمة كردية أن تدخر هذه الثروة للأجيال القادمة طالما أن ميزانيتها السنوية تأتي بإنتظام من الحكومة المركزية، حتى أنه أثناء إحتدام الصراع النفطي بين بغداد وأربيل نصح نوري المالكي رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني بأن يدخر هذه الثروة الى مابعد إعلان إنفصالهم عن العراق،ولكن يبدو أنه كانت هناك أغراض وأهداف أخرى من وراء الإسراع بإستخراج النفط وبيعه والإستئثار بموارده.

كان أسم زالماي خليلزاد له وقع جميل في نفوس قادة المعارضة أثناء حربي أفغانستان والعراق . فقد تولى الشؤون الدبلوماسية أثناء التحضيرات للحرب ، وكان مبعوثا للإدارة الأميركية في أفغانستان ، ثم مبعوثا وسفيرا للولايات المتحدة في العراق لاحقا .. وبعد إنتهاء مهامه الدبلوماسية في العراق كان حضور خليلزاد في الكثير من المناسبات التي تشهدها كردستان لافتا ومريبا الى حد ما . فقد كنت أستغرب دائما وجوده وسط قيادات كردستان في معظم المناسبات ويثير حضوره الكثير من الشك والريبة والتساؤلات عن سر إهتمام القيادة الكردية بهذه الشخصية ، حتى إنجلى الأمر فيما بعد عبر تقارير صحفية تحدثت عن كون خليلزاد إما مندوبا عن عدد من الشركات النفطية العالمية أو مساهما فيها، عندها تيقنت بأن خليزاد بحضوره الدائم والمتواصل الى جانب القيادات الكردية إنما يقبض ثمن ما قدمه لهم من خدمات عبر تلك الشركات للإستحواذ على ثروات كردستان .

الى جانب خليلزاد كان هناك شخص آخر دائم الحضور في كردستان ، تارة في مناسبات وزيارات معلنة، وغالبا ماتكون زياراته سرية وبعيدة عن الأضواء الإعلامية وهو نائب بريطاني من أصل عراقي كان دائم التردد على قيادات حزب بارزاني ، وتبين لاحقا أيضا من خلال تقارير صحفية بأنه يعمل بدوره وسيطا لدى شركات نفطية وأنه كون ثروة كبيرة وهائلة من خلال هذه الوساطة .

لقد دأب حزب بارزاني على الترويج بأن له علاقات متطورة مع العديدة من الأوساط السياسية في العالم ، وحاول كثيرا توظيف تلك العلاقات النفطية المشبوهة لخداع الجماهير والترويج بأن قيادة مسعود بارزاني تحظى بدعم شخصيات سياسية فاعلة على المستويين الأميركي والأوروبي ، حتى قيل بأن بقاء بارزاني على سدة الرئاسة بعد إنتهاء ولاياته القانونية يحظى بقبول دولي ، رغم أن تمسك بارزاني بالسلطة كان تحديا واضحا لكل القيم الديمقراطية التي بشر بها الأميركان والأوروبيين حين أطاحوا بصدام ، واليوم وصلت الأوضاع السياسية بإقليم كردستان الى حالة كارثية بسبب إصرار بارزاني على تحدي كل القوانين والأعراف الديمقراطية و تعطيله البرلمان وطرد الوزراء بقرار من مكتبه السياسي،وأفقار شعبه الى حد الجوع بقطع رواتب موظفيه الى الربع،ووضع الإقليم تحت طائلة ديون خارجية تقترب من 40 مليار دولار بسبب السياسات النفطية الفاشلة التي إنتهجتها حكومته .

ففي تقرير حديث نشر على نطاق واسع في كردستان،اورد موقع( إي كورد )بأن السياسات النفطية الفاشلة الي إنتهجها آشتي هورامي وزير الموارد النفطية في إقليم كردستان أدت الى إلحاق خسائر فادحة بإقتصاد كردستان تقدر بمئات مليارات الدولارات.وأشار التقرير الى” أن هورامي وبسبب عقوده النفطية المشبوهة التي وقعها مع العديد من الشركات الصغيرة منذ عام 2008  قد أساء الى سمعة الإقليم في المحافل الدولية” وأضاف” أنه منذ أواسط عام 2008 لجأ هورامي الى عدد من الشركات للإستثمار في المجال النفطي بكردستان، وهي شركات لا تاريخ لها في التنقيب عن النفط، وكان الهدف من ذلك هو الإستحواذ على حصة لحزب بارزاني في عقود الشراكة”. وأورد التقرير عدة حالات من الفساد في عقود النفط الموقعة مع كل من شركة (دي إن او) النرويجية، وجينيل إنيرجي التركية ما إضطر برلمان كردستان الى إستجواب هورامي بشأنهما.أما شركة غولف كيستون بتروليوم فيعتقد بأن نائبا أوروبيا يعمل لديها وكذلك سفير أميركي سابق وهما يرتبطان بصلة وثيقة بوزير الموارد آشتي هورامي وقد إستفادا كثيرا من تلك العقود النفطية الفاسدة.

إن الثروة النفطية بكردستان أصبحت نقمة على الشعب الكردي كحال الثروة التي كانت الأنظمة السابقة تستغلها من آبار وحقول محافظة كركوك لشراء الأسلحة المدمرة لمحاربة الكرد، فمنذ أن تم إستخراج النفط بإقليم كردستان وحال الشعب يسير من سيء الى أسوأ بسيب غياب الشفافية فيها، فعلى الرغم من توقيع أكثر من 60 عقد نفطي مع الشركات الأجنبية لا أحد في البرلمان ولا في أي جهاز للدولة يعلم بخفايا ومضامين تلك العقود التي بقيت غائبا عن الشفافية، وموارد النفط بدل أن تحقق الرفاه الإجتماعي أصبحت تذهب الى جيوب حفنة صغيرة من مسؤولي حزب بارزاني وشركائه من سفراء ونواب وسياسين غربيين.

لقد كان الإستعمار القديم أفضل وأرحم على شعوبنا من المستعمرين الجدد في كردستان الذين يمتصون اليوم دمائنا، فأولئك كانوا على الأقل يبنون مدرسة أو مستشفى أو دارا للأيتام الى جانب سرقتهم لثروات البلد، ولكن المستعمرون الجدد يستنزفون أموالنا ويصرفونها على ملذاتهم وإشباع بطونهم على حساب البطون الجائعة لشعب كردستان

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت