شيرزاد شيخاني: نهاية الحكم الشيعي في المنطقة.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

أخيرا كملت السبحة بإنضمام الشعب الإيراني الى موجة الإحتجاجات التي تشهدها دول المنطقة الواقعة تحت نفوذ جمهورية الشيعة الاسلامية في طهران .. فالتظاهرات التي تعم مدن إيران يمكن إعتبارها إمتداتا لما يشهده العراق ولبنان منذ أكثر من شهر من إحتجاجات ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث أن تظاهرات العراق تستهدف حكم الميليشات والأحزاب الشيعية الموالية لإيران، فيما تظاهرات لبنان موجهة تماما ضد نفوذ حزب الله الموالي لإيران أيضا، ولا ننسى ما يواجهه الحوثيين عملاء طهران في اليمن منذ سنوات.
اذن، كل الدلائل تشير الى قرب نهاية حقبة الحكم الشيعي في المنطقة، خصوصا فشل إيران بتصدير ثورتها والذي تحول الى التدخل المباشر بشؤون دول المنطقة وإنشاء بؤر توتر فيها عن طريق عملائها من أحزاب وميليشيات شيعية مسلحة.
اذا أخذنا بنظر الإعتبار ما تشهدها السعودية من تغييرات جذرية في أحوالها فيما يتعلق بإنهاء دور رجال الدين والتخفيف من تدخلات السلفيين المتحجرين في شؤون الدولة والسياسة، فإن هذه المؤشرات مجتمعة تنبيء بقدوم تيار سياسي جديد سيساعد على تحسين أحوال الشعوب وتجاوز مرارات الحكومات المتسترة وراء الدين الاسلامي، بمعنى أن نهاية حقبة التطرف الديني والطائفي قد حان أوانه، وأن الحكم تحت ظل رجال الدين لم يعد مقبولا من الجيل الحالي، ولا بد من المضي نحو المزيد من الإنفتاح والتغيير في شتى مجالات الفكر والسياسة.
ما يحدث اليوم في إيران تطور مهم جدا، وسيؤثر على مجمل أوضاع المنطفة التي تئن تحت وطأة المؤامرات والتدخلات الإيرانية لزعزعة أمن وإستقرار المنطقة، صحيح أن الإرهاب الديني كان يشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة والعالم برمته، لكن ما خلفه داعش بعد تمكنه من إعلان الخلافة، كان كافيا لإفهام شعوب المنطقة بأن الحكم الإسلامي لم يعد يصلح لبناء مستقبل أفضل لها، وبتراجع الفكر الوهابي على اثر الإنفتاح السعودي على الحريات، لم يبق غير تقويض التهديد الإيراني وإحتوائه، فإيران كانت ولا تزال تشكل تهديدا موازيا إن لم يكن أكبر من تهديد الإرهاب الداعشي، لأن داعش مجرد منظمة إرهابية ظهرت بدعم بعض الجهات الدولية والإقليمية لحماية مصالحها، لكن إيران هي دولة كبرى في المنطقة ولديها إمكانيات هائلة لتهديد مستمر لدول المنطقة والفعالم.
لقد فشل مشروع الاسلام السياسي في العديد من دول المنطقة، بدءا من الاخوان المسلمين في مصر ، ثم سقوط نظام عمر البشير بالسودان، وخسارة اردوغان للعديد من بلديات المدن التركية، وتراجع شعبية حزب النهضة التونسي، وهذا الفشل للإسلام السياسي السني، سيعقبه بطبيعة الحال فشل مشروع الاسلام السياسي الشيعي، وهذه من حتميات التاريخ.
لو لاحظنا ماجرى خلال الشهر الفائت من تظاهرات لبنان والعراق ورفع شعارات رافضة لوجود حزب الله اللبناني وحرق مقرات الأحزاب الشيعية في مدن العراق، وكذلك حرق الإعلام الإيرانية وصور رموزها الدينية، سنصل الى نتيجة مؤداها أن الحكم الشيعي في المنطقة بات يقترب من نهايته، فإذا نجحت إنتفاضة الشعب الإيراني في الإطاحة بنظام الملالي في إيران ، فإن حكم الشيعة في العراق وليبنان واليمن سيتداعى بصورة طبيعية ودون الحاجة الى ثورة دموية للإطاحة بهذه الأنظمة، فإيران هي رأس الحية التي إذا سحقت ستتداعى بقية أعضاء جسدها، وبذلك ستنتهي صفحة طويلة من معاناة شعوب المنطقة مع الاسلام السياسي الذي لم تجن منه الشعوب غير المزيد من المعاناة والكوارث السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت