شيرزاد شيخاني: دونكيشوت ايراني عراقي.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

في تعليق ساخر على الهجمة الصاروخية الإيرانية التي إستهدفت القواعد الأمريكية في العراق قرأت في الفيسبوك مايلي:” أصدرت القيادة الأمريكية بيانا أشارت فيه الى أن الخسائر الأمريكية جراء القصف الصاروخي على مواقعنا في العراق إرتفعت الى 248 جندي ، ماتوا من الضحك “!! هههههه.
وكدت أن أكون الرقم ( 249 ) بالموت ضحكا لهذا الزمن المضحك المبكي الذي لا أجد له وصفا بسبب ما نراه يوميا من خيبات قادة الشرق الأوسط.
الملحمة الإيرانية العراقية المشتركة تتماثل تفاصيلها مع رائعة سيرفانتس ( دونكيشوت ) وهي رواية عبقرية تتحدث عن الونسو وهو شخصية مزيفة لفارس في العصور الوسطى كان مولعًا بقراءة كتب الفروسية والشهامة. وكان يصدق كل كلمة من هذه الكتب على الرغم من أحداثها غير الواقعية على الإطلاق. وفقد ألونسو عقله من قلة النوم والطعام وكثرة القراءة وقرر أن يترك منزله وعاداته وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة بالية مع حصانه الضعيف روسينانتي حتى أصبح يحمل لقب دون كيخوتي دي لا مانتشا، ووُصف بـ فارس الظل . وأقنع الونسو جاره الساذج سانشو بانثا بمرافقته ليكون حاملًا للدرع ومساعدًا له مقابل تعيينه حاكمًا على جزيرة.
في المقارنة نجد تماثلا بين الفارس دونكيشوت والحاكم المعاصر لإيران ، وبين الحصان الضعيف وصواريخ التنك الايرانية، وبين الجار الساذج وهو العراق الحزين.
” الملحمة ” الإيرانية الأخيرة وما سمعته قبلا من تهديد ووعيد قادة ايران بأنهم سوف يزلزلون الأرض من تحت أقدام الأمريكان في العالم، ذكرتني بالعنتريات التي سمعناها قبلا من رأس النظام السابق صدام حسين أثناء حرب الخليج الثانية، حين كان يهدد بزوال إسرائيل، ولكن المحصلة لم تعدو سوى أطلاق بضعة صواريخ معطوبة من طراز سكود على إسرائيل والتي لم تسفر سوى عن إزعاج بعض الأبقار والماشية التي كانت ترعى خارج المستوطنات الإسرائيلية!.
وقبله سمعنا أيضا، تصريحات عنترية اخرى صدرت عن قائد الأمة العربية جمال عبدالناصر في ستينيات القرن الماضي حين أقسم بأنه سوف يلقي بإسرائيل في البحر، ولكن الذي حصل أنه في ظرف ستة أيام فقط من حرب حزيران خسر نصف أراضي سيناء وجزءا من أراضي سوريا والأردن في الجولان والضفة الغربية!.
وعندما سمعت بعد مقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، أحد قادة الميليشيات العراقية الفارين من بغداد الى إحدى المحافظات الجنوبية للإحتماء بالمراقد الشيعية المقدسة، وهو يزبد ويرعد بإزالة أمريكا وإسرائيل من على الخارطة، تأسفت على حال البلد الذي وقع فريسة سهلة بيد مثل هؤلاء البلهاء وهو البلد الذي بنى أول حضارة انسانية في تاريخ البشر.
الصواريخ التي أطلقتها إيران على القواعد الأمريكية كانت رحمة من الله العلي القدير، لأنها كشفت تماما الزيف الايراني وأذنابه من قادة وأصحاب الميليشيات الذي يتحكمون برقاب الأمة في مثل هذا الزمن الرديء . فالخردوات التي أطلقتها ايران على المواقع العسكرية الأمريكية فضحت إدعاءات قوة نظام الملالي في طهران وتخويفه لدول المنطقة، وأثبتت بأن الفارس الإيراني لايختلف كثيرا عن الفارس الاسباني الذي كان يحارب طواحين الهواء لتخويف الآخرين وخداعهم بفروسيته.
ليس العراق إستثناءا، بل أن جميع الأنظمة العربية حالها حال العراق، وشعوب المنطقة برمتها تعاني من مثل هذه القيادات المزيفة التي أبتليت بها، فالسياسة في هذه المنطقة تجردت تماما من كل القيم والأخلاق النبيلة وتحولت الى مرتع للفساد وسوقا لبيع شرف المواطنة لمن يدفع أكثر.
لم يكن نظام الملالي في طهران آخر نظام دكتاتوري مستبد قاهر لشعبه، والذي ينطبق عليه قول الحرة للحجاج ” أسد علي وفي الحرب غزالة “. هم فقط يقوون على شعوبهم، ولكن عند الإمتحان تجدهم أخذل الناس وأضعفهم في مواجهة الشجعان . حين سئل عنترة عن شجاعته الفائقة قال ” أضرب الضعيف لكي يرتعب القوي “. وهكذا يفعل حكام المنطقة ورؤوساء العصائب والميليشيات، يقتلون الأطفال والشباب العزل في الشوارع بلدهم، لكنهم يهربون في مواجهة من هو أقوى منهم.
كان صدام يخوف العالم كله بإمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية، وكانت طهران تصدع رؤوس العالم في السنوات الأخيرة بصواريخها الباليسيتية التي يصل مداها الى أورشليم ونيويورك، لكن ظهر أن تلك الخردوات الباليستية لم تستطع قتل عصفور واحد فوق المواقع الامريكية.
إنها خيبة، وخيبة كبيرة لنظام الملالي وذيوله المتخاذلة في العراق والمنطقة.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت