شيرزاد شيخاني: السيء والأسوأ.
هناك نكتة طريفة تعبر تماما عن خيبة هذه الأمة أرويها دائما لأصدقائي حين نتناقش حول الأوضاع المأساوية التي تعيشها المنطقة هذه الأيام .. تقول النكتة:
أن أحد اللاجئين العرب في دولة أوروبية حصل على شقة سكنية . وأراد أن يغير حمامها . فجاء بأحد العمال وطلب منه أن يغير له المرحاض . فسأله العامل هل تريده مرحاضا شرقيا أم غربيا ؟ . فقال اللاجيء ” وما الفرق بينهما “؟. فأجابه: كالفرق بين رئيسنا ورئيسكم . فسأله اللاجيء ثانية ” وكيف ذاك “. أجاب ” اذا أردت أن تغير المرحاض الغربي فما عليك الا أن تفك أربعة براغي من قاعدته وتبدله بآخر. أما المرحاض الشرقي فيجب عليك أن تهدم الحمام كله حتى تستطيع تغييره!.
هذه النكتة ذكرتني بأخرى رواها لي أحد أصدقائي من الكرد اللاجئين الى السويد. قال: كنت جالسا في مقهى بستوكهولم حين ظهرت في التلفزيون المشاهد المأساوية للشعب الكردي الذين فروا الى حدود تركيا وايران هربا من بطش قوات الحرس الجمهوري الصدامي بعد فشل إنتفاضتهم في آذار عام 1991. وكان يجلس بجانبي شخص سويدي فقلت له ” أنظر الى هذه المشاهد المؤلمة، هذا هو واقع شعبي في بلدي العراق. فأجابني السويدي قائلا ” الذنب ذنبكم؟. فسألته” وكيف ذلك “. قال ” مادمتم أنتخبتموه فتحملوا النتيجة. واذا تريدون التخلص منه فلا تنتخبوه بالدورة القادمة!. ظن هذا السويدي أن صدام كان منتخبا من الشعب، وأنه من السهولة إزاحته في إنتخاب آخر؟!
د روح فهم أحمد أغا!.
كان العراق في أزهى أيامه بالعهد الملكي. حكومات ديمقراطية نزيهة ونظيفة. سياسيون محنكون ومن أبناء عائلات محترمة. خطط تنموية طموحة لإنتشال البلد من الفقر والجهل والمرض. أمن وأمان، لاحروب ولا قتل. أحزاب تتنافس في الإنتخابات. فقام العسكر بالإنقلاب على الحكم، وتوالت الإنقلابات حتى تحول البلد الى جحيم مستعر، وفقد كل مقومات النهوض والتنمية والعيش الكريم.
حين تسلم حزب البعث السلطة في عام 1968، وعلى الرغم من شوفينية هذا الحزب ودكتاتوريته في الحكم ومنعه كل أوجه الديمقراطية الحقيقية في البلد، لكن عهد الرئيس الراحل أحمد حسن البكر كان عهدا زاهيا وصل العراق في ظله الى أعلى مراتب التقدم والرقي في مختلف مجالات الحياة وبالأخص في المجالين التربوي والصحي. فإنقلب عليه صدام لتحل الكوارث والحروب الواحدة تلو أخرى على هذا البلد.
نفس الحالة تكررت في مصر مع إنقلاب العسكر بقيادة جمال عبدالناصر على الحكم الملكي هناك . وتكررت الحالة في ليبيا مع إنقلاب العسكر ضد الحكم السنوسي. ثم تكررت في تونس والجزائر والسودان وسوريا، إنقلابات تلو إنقلابات، طواقم عسكرية وأحزاب فاشية تأتي وتذهب، الواحد أسوأمن الآخر!..
لم يهنأ بلد عربي بحكم رشيد منذ موجة الإنقلابات تلك ، على الرغم من أن كل نظام جديد يأتي ، يطلق وعودا بالرخاء والبناء والسعادة للشعب ، وفي كل مرة تسحق الشعوب والديمقراطية تحت بساطيل العسكر!.
نشأت الحضارات الانسانية في العراق ومصر وايران وسوريا، لكن لم ترث الشعوب من تلك الحضارات غير الذل والهوان ..يذهب صدام ، يأتي عشرون بل أسوأ منه!. يذهب القذافي، تتخرب البلاد!. يذهب حافظ الأسد فيأتي من يدمر البلاد ويشرد الملاىيين ويقتل ملايين أخرى!. يذهب عمر البشير فينحدر السودان نحو الهاوية !. يذهب علي عبدالله صالح فينقسم اليمن وينشطر!.
دكتاتوريات تأتي وتزول ، فتنشأ أخرى، وهكذا دواليك. وتستمر الشعوب في دوامة لانهاية لها ..
من سيء الى أسوأ!.
- بابەتەکانی تری شێرزاد شێخانی
شێرزاد شێخانی: ئاشبەتاڵ بە ئاشبەتاڵ.
-شێرزاد شێخانی: ئایا بایکۆتی هەڵبژاردن چارەسەرە؟
-شێرزاد شێخانی: پەرلەمان و فەعۆیەکانی پارتی.
- All Posts